تحذيرات إيرانية من اختراقات سيبرانية.. وتقييد استخدام تطبيقات التواصل مع تصاعد التوتر مع إسرائيل

في ظل التصعيد الأمني الحاد بين طهران وتل أبيب، أصدرت السلطات الإيرانية تحذيرات صارمة للمواطنين من استخدام تطبيقات مثل "واتساب" و"تلغرام" وتطبيقات تحديد الموقع الجغرافي، خشية استغلالها في عمليات تجسس إلكترونية أو استهداف أمني، بحسب ما أوردته وسائل إعلام رسمية.

وأفادت تقارير محلية أن قيادة الأمن السيبراني الإيراني شددت القيود على استخدام الأجهزة المرتبطة بشبكات الاتصالات العامة، خصوصًا داخل المؤسسات الرسمية والأجهزة الأمنية، في إطار تدابير احترازية لمواجهة تهديدات سيبرانية متصاعدة يُعتقد أن مصدرها إسرائيل.

هذا التوتر يأتي في أعقاب موجة من الهجمات الإسرائيلية المكثفة التي بدأت فجر الجمعة، واستهدفت منشآت نووية ومراكز أبحاث وقواعد عسكرية داخل إيران، وأسفرت عن مقتل 224 شخصًا وإصابة أكثر من 1270 آخرين، وفق حصيلة أولية أعلنتها السلطات الإيرانية.

ورداً على هذه الهجمات، أطلقت إيران خلال الأيام الأخيرة عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة تجاه إسرائيل، ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى، كما دوّت صفارات الإنذار مرات عدة في مدن إسرائيلية منذ منتصف الليل وحتى صباح الثلاثاء، في مؤشر على استمرار التوتر العسكري.

وفي سياق متصل، حذّرت الخارجية الصينية من استمرار التصعيد، داعية القوى الكبرى إلى "ممارسة ضبط النفس" ومنع تفاقم الأوضاع. وقال المتحدث باسم الوزارة، قوه جيا كون، إن "استخدام القوة لن يؤدي إلى سلام دائم، وإن الحلول لا يمكن أن تأتي إلا عبر الحوار والتفاهم".

التحذيرات الإيرانية بشأن الأمن السيبراني تعكس حجم التهديدات غير التقليدية التي تواجهها طهران، حيث أصبح الفضاء الإلكتروني ساحة صراع موازٍ للحرب العسكرية، خاصة في ظل تقارير غربية تفيد بأن إسرائيل شنت هجمات سيبرانية لشل بعض أنظمة القيادة والسيطرة داخل إيران استعدادًا لعمليات أكبر.

يشار إلى أن إسرائيل وإيران تعتبران بعضهما عدوًا استراتيجيًا، إلا أن المواجهات الأخيرة تُعد الأكبر منذ سنوات، وتشير إلى احتمال توسّع رقعة النزاع إلى صراع إقليمي مفتوح إذا لم تُبذل جهود لاحتوائه دبلوماسيًا.